تدرس علوم الطبيعة – الفيزياء والكيمياء وعلم الأحياء وعلم طبقات الأرض وعلم الفلك - الكون في أوجهه المختلفة للانتظام في مستويات الجزيئات الذرّية والذرّة والخلايا والأعضاء للخليقة الموضوعية. تهتم بالطريق التي فيها تعمل المادة والطاقة لإظهار النواحي المختلفة للخليقة. إن غاية هذه العلوم في إعطاء الإنسان درجة معينة من التحكم بهذه القوى من أجل تحسين حالة المادّية الخاصة. وبشغفها للوصول إلى النواحي المرهفة في الخليقة، وفي النهاية إيجاد السبب النهائي للخليقة، تتطلّع علوم الطبيعة إلى استعمال هذه المعرفة للسبب النهائي للخليقة من أجل السيطرة على الظواهر المختلفة وبذلك جعل الإنسان سيداً للكون.
إن كلّ هذه هو النطاق الصحيح من العقل. إذا كان عقل الإنسان العالم خالياً من القلق وتعاسة الحياة ومطمئناً وسعيداً ومسالماً؛ وإذا كان فكره حادّاً، وقدرته المميّزة مصفّاة؛و إذا متطوّراً في الحدس وإحساس متزايد من البصيرة – من المؤكد أنه سيكون قادراً على اكتشاف أكثر بكثير مما تم اكتشافه خلال العديد من القرون في البحث العلمي.
تتطوّر كلّ صفات العقل تلك بسهولة من خلال هذا النظام، وفي غياب ما تعطيه نتائج العلماء الحديثين تبيّن بأنها كانت أكثرها نتيجة للصدفة أو الحظ، بالرغم من أنها في الخطّ الذي يدعى الطريقة المنهجية للبحث. إن مثل هذه النتائج العرضية في حقل قوى الطبيعية بواسطة العقول غير الناضجة أنتجت وسائل الدمار للإنسانية. مثل الطفل الذي يلعب بأيّ شيء حتى بالغصن المحترق أو فحم المشتعل، كذلك تلعب العقول غير الناضجة للعلماء الحاليين في جميع أنحاء العالم بما يجدونه بالصّدفة أثناء تجاربهم للطاقة الذرّية والنووية.
ستشير المعالجة العميقة لهذه المسالك بأنّه ما لم تكمّل دراسة المطلق حقل التعليم، ستكون الأهمية الحقيقية للتعليم ناقصة أبداً. فلنتمنى بأنّ يرتفع المربين التربويين في هذا الجيل إلى مستوى الحدث ويمهّدوا الطريق للتعليم الكامل للأجيال الحالية ومستقبلية